مناشر "الطماطم المجففة" تغزو مدن وقرى الأقصر.. نجاح التصدير يدفع المزارعين للتوسع

مناشر "الطماطم المجففة" تغزو مدن وقرى الأقصر.. نجاح التصدير يدفع المزارعين للتوسع

خلال السنوات الماضية لاقت مناشر "تجفيف الطماطم" بمحافظة الأقصر نجاحًا كبيرًا، وذلك بعد حصول المزارعين على دعم مادى ضخم من تلك الخطوات الناجحة، وساهموا فى زيادة الصادرات من الطماطم المجففة لمختلف دول العالم، وحالياً أصبح ملاذ جميع المزارعين التفكير فى تلك الخطوة وإقامة منشر لتجفيف الطماطم لوضع جزء من محصوله فيها لتحقيق التوازن المادى بين بيعه جزء من المحصول للأهالى بالشوادر والشوارع وبيع جزء آخر من المحصول للأجانب وتصديره للخارج بعد تجفيفه.


وبعد أن كانت مناشر تجفيف الطماطم تتمركز فى مدينة إسنا، أصبحت حالياً تدق أبواب كافة مدن وقرى المحافظة، حيث وصلت لأكثر من قرية بإسنا منها طفنيس والشغب وقرى المطاعنة وغيرها، وكذلك قرية البغدادى بالبياضية وعدد من قرى مدينة القرنة، حيث أنطلقت الجمعيات الزراعية والمزارعون المستقلون فى إنشاء مناشر لتجفيف الطماطم والإستعانة بخبرات مهندسى الزراعة بالصعيد والوجه البحرى للحصول على أفضل طرق التجفيف لتقديم أفضل المنتجات لتصديره للخارج.


وتعتبر عملية تجفيف الطماطم للمزارعين حالياً كنزًا كبيرًا للمزارعين، والذى أطلقته الشركات الدولية والجمعيات العاملة فى مجالات الزراعة المختلفة، حيث تم فتح الباب فى 2015 باب العمل فى مشروعات تجفيف الطماطم بجنوب الصعيد بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، وتم دعم المزارعين وتدريبهم على أعمال التجفيف للطماطم.


وانتشرت مؤخراً عشرات المناشر لتجفيف الطماطم فى مختلف أنحاء مدن وقرى الأقصر لتصديرها للخارج والحماية من خسائر تقلب أسعار الطماطم فى الأسواق بصورة دائمة.


وفى هذا الصدد عقد مؤخراً المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، مراسم توقيع اتفاقية تعاون بين برنامج دعم وتطوير التعليم الفنى والتدريب المهنى TVET، وشركة أعمال الزراعية، بحضور المهندس خالد عبد الراضى وكيل وزارة الزراعة بالأقصر، تتضمن عدد من البنود الخاصة بدعم التدريب الفنى لطلاب المدارس الثانوية الزراعية والتكوين المهنى وزيادة الأنشطة الزراعية الخاصة بمحافظة الأقصر، وتكثيف أوجه التعاون بين المزارعين والطلاب بهدف زيادة إنتاجية الطماطم المجففة بما يسهم فى زيادة حجم الصادرات.


ويقول الدكتور النوبى سالم، استشارى مشروع تجفيف الطماطم فى صعيد مصر، إن هذا البروتوكول يساهم فى دعم كبير مشروعات الطماطم المجففة فى الأقصر بصورة مميزة لما حققته من نجاح باهر مؤخراً.


وأكد أن الإتفاقية شملت دعم الطلاب وخريجى المدارس الزراعية وتأهيل المزارعين لفتح أسواق إضافية تساهم فى خلق فرص عمل وتكون إضافة للسوق المحلى للتغلب على مشاكل تذبذب الأسعار فى السوق وتشجيع المزارعين على إنشاء مناشر خاصة بهم لتجفيف الطماطم وهو ما قام به عدد من المزارعين فى مدن اسنا وارمنت، وتقليل الفاقد فى محصول الطماطم الذى يبلغ نحو ما بين 30 إلى 40 %.


ويضيف استشارى مشروع تجفيف الطماطم فى صعيد مصر لـ"اليوم السابع"، أنه بعد النجاح الكبير فى إنشاء المناشر الخاصة بالطماطم المجففة فى مدينتى إسنا وأرمنت تم البدء فى أعمال توسع ضخمة، وجاءته طلبات من عشرات المزارعين لمساعدتهم فى إنشاء مناشر لمحصولهم فى مدن القرنة وأرمنت والبياضية وإسنا والقرى التابعة لها، وهو ما ساهم فى التخطيط لوضع أسس علمية وتدريبات لطلبة الثانوية الزراعية لتعليمهم وتدريبهم على تلك المشروعات الناجحة التى تحقق عائد مادى جيد بالعملة الصعبة جراء التصدير لدول الإتحاد الأوروبى وفى أسيا وأمريكا الجنوبية وغيرها من الدول التى تهتم بالطماطم المجففة وخصوصاً التى تزرع بمصر لكفاءة التربة والطقس الذى يساعد فى إخراج أفضل محصول للطماطم.


أما المهندس خالد عبد الراضى وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، فقد أكد أن مصر تنتج محصول الطماطم بكميات كبيرة حيث تبلغ مساحة الطماطم المزروعة تصل لـ357 ألف و627 فدان، وذلك بمتوسط إنتاجية تصل إلى 40 طنا للفدان، تنتج 14 مليون و280 ألف طن، منها مساحة 29 ألف فدان يتم زراعتها بالطماطم للعروة النيلي، و141 الف فدان للعروة الشتوى، و188 ألف فدان للعروة الصيفى لزراعة الطماطم.


وأوضح أن بعض الشركات تعاقدت على تصدير 30 ألف فدان طماطم يتم تصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وفقا للمعايير التى تطلبها الدول المستوردة للطماطم المجففة من مصر، وهذه الدول طلبت استيراد 12 ألف طن من الطماطم المجففة من مصر والتى تتميز بها مناطق الزراعة فى الصعيد.


وأضاف المهندس خالد عبد الراضى لـ"اليوم السابع"، أن طريقة تجفيف الطماطم هى أحد وسائل زيادة العائد من القيمة المضافة للطماطم بدلا من تصديرها كطماطم طازجة، وكذلك دورها فى تقليل الفاقد من الطماطم خلال مراحل التداول، موضحا أن هذه الطريقة انتشرت على مستوى العالم وخصوصا أوروبا ايطاليا وإسبانيا تحديدا للاستفادة من الطماطم بصورة جيدة، خاصة فى ظل الميزة النسبية لتصدير الطماطم المجففة فى الصعيد.


وأوضح أنه مؤخراً قام بتنفيذ مشروع مشترك بين مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، لتجفيف الطماطم ضمن مشروع مبادرة التجارة الخضراء مع ايطاليا، والذى يستهدف التوسع فى التصنيع الزراعى وزيادة دخل المزارعين من إنتاج الطماطم، مع التوسع فى منظومة الزراعة التعاقدية، رغم أن صادرات مصر من الطماطم لا تشكل سوى 1% من الصادرات الزراعية المصرية، وأن قطاع الزراعة يشهد اهتماما ملحوظا وتطورا كبيرا بالمحافظة، موضحاً إنشاء مركز إعادة التأهيل الوظيفى بمديرية الزراعة بالأقصر، وإنشاء وحدة لإعداد دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية للمشروعات الزراعية والتى تقدم خدماتها مجانا، وذلك بالإضافة إلى مشروع تطوير الرى الحقلى لمساحة 4000 فدان بمركز الطود بتمويل قدره 60 مليون جنيه.


وأكد على أنه تم خلال الشهور الماضية تشغيل محطة تعبئة وفرز وتدريج الصادرات الزراعية بطفنيس، والتى تشرف على أعمال بتصدير حاصلات زراعية مثل الطماطم المجففة، والكنتالوب ، والقرع العسلى، والبطيخ، والبطاطا، والعنب، والمانجو، والتمور، إلى دول الاتحاد الأوروبى وأمريكا الجنوبية وبعض الدول العربية والأسيوية، وذلك إلى جانب إنشاء 8 مناشر تجفيف للطماطم، كما واصلت الجمعية الأهلية للتنمية الزراعية بإسنا توزيع شتلات الطماطم على مجموعة من المزارعين لزراعة ما يقرب من مساحة 95 فدانًا، وتصديرها مجففة للسوق الأوروبية بعد حصادها، وكل شخص يزرع على مساحة فدانين ويتم تجفيف الطماطم بعد جمعها عن طريق الشمس والملح، وتقوم شركات إيطالية باستيراد الإنتاج المشروع من الطماطم المجففة، وهناك شركات ألمانية تستورد المحاصيل أيضا.